لماذا بعث النبي محمد في جزيرة العرب ؟
قبل أن يبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى جزيرة العرب ، كان العرب والجزيرة العربية تعيش في ظلام دامس ، وكانوا بحاجة إلى رجل منقذ يجرُ بأيديهم إلى بحر النور الساطع والأمان .
![]() |
| لماذا بعث النبي إلى جزيرة العرب |
العرب بحاجة إلى الرسالة من الله:
ارسل الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مخصوصا إلى العرب ، من أجل أن يتلقوا الدعوة والرسالة الإلهية ، ثم يبلغوها إلى أبعد أنحاء العالم ، لأن ألواح قلوبهم كانت صافية ، لم تكتب عليها كتابات دقيقة عميقة ، يصعب إزالتها أو محوها .
مثل شأن الروم ، وأهل الهند والفرس ، الذين كانوا يضيعون ويتيهون ويزٍهَوْنَ بعلومهم وآدابهم العالية ، ومدنياتهم الزاهية ، وبفلسفاتهم الواسعة ، وكانت لديهم عقد نفسية وفكرية ، لم يكن من السهل حلها .
خصائص العرب قبل الإسلام :
أما العرب فلم تكن على ألواح قلوبهم إلا كتابات بسيطة خطتها يد الجهل والبدو ، ومن السهل الميسور محوها وغسلها ، ورسم نقش جديد في عقولهم ، والتعبير سابقا كان يدعوهم أصحاب الجهل البسيط ، اي الذي يسهل التخلص منه بسهولة .
بينما كانت الأمم المتمدنة الراقية في هذا العصر مصابة بالجهل المركب ، الذي اصعب مداواته وإزالته .
وكانوا على الفكرة وأصحاب إرادة قوية ، إذا صعب عليهم فهم الحق قاتلوه وحاربوه ، وإذا انكشف الغطاء عن عيونهم أحبوه واستعبدوه ، وحاربوا في سبيله .
يعبِّرُ عن هذه النفسية العربية خير تعبير ، جاء بما قاله سهيل بن عمرو، حين سمع ما جاء في كتاب الصلح في الحديبية ( هذا ماقضى عليه محمد رسول الله ) ( والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ).
تحدث عكرمة بن أبي جهل حين حمي وطيس معركة اليرموك ، واشتد عليه الضغط " قاتلت رسول الله في كل موطن وأفر منكم اليوم ؟! " ثم نادى من يبايع على الموت ، فبايعه من بايعه ، ثم لم يزل يقاتل حتى أثبت جراحا وقتل شهيدا .
كانوا واقعيين آنذاك العرب جادين أصحاب صرامة وصراحة ، لا يخادعون ولا ينكسون العود مع أنفسهم أو غيرهم ، اعتادوا مع الصدق والقول السديد ، مع العزم القوي ، وهذا يدل على دلالة واضحة عن ما روي عن قصة بيعة العقبة الثانية .
تعظيم الفرس لأكاسرتهم القادة :
حيث قال ابن إسحاق : " لما اجتمعت الأوس والخزرج في العقبة ، ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة الخزرجي : يا معشر الخزرج ... هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟
كانت الإجابة : نعم ، قال العباس بن عبادة الخزرجي : إنكم تبايعون على حرب الاحمر والأسود والأبيض من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهبت أموالكم فتلك مصيبة ، واشرافكم قتلا ، ثم اسلمتموه ، فمن الآن .
فا والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وأقوم له بما دعوتموه إليه نهكة الأموال ، وقتل الاشراف ، فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة .
ثم تحدثوا قائلين : فإن نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف منا .
فما لنا بذلك يارسول الله إن نحن وفينا ! ، قال : لكم الحنة ، ثم أشاروا إليه أن ابسط بدك ، ابسط سيدنا محمد يده فبايعوه الأوس والخزرج .
وقال سعد بن عبادة عن لسان الأوس والخزرج يوم معركة بدر : " فو الذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك العماد لفعلنا "
تجلى كل ذلك الصدق في العزم الذي ظهر عليهم ، والجد في العمل ، وروح الامتثال للحق ، في الجملة التي تؤثر عن عقبة بن نافع القائد العربي المسلم ، فقد خاص المحيط الأطلسي بجيشه وخيله ، ثم قال : يارب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك .

تعليقات
إرسال تعليق